فصل: فوائد لغوية وإعرابية:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



فالخصم يدعي ذلك ونحن ننكره ونقول العقل لا يوجب ذلك ولا نحكم بأن ضده صفة نقص بل مهما فعل تعالى من الإثابة وعدمها لا ينافي شيء من ذلك كماله عز وجل لكنه سبحانه وتعالى تفضل ووعد بإثابة الطائع وزاد في الفضل بأن سماه أجرا تأكيدا لثبوته وتنزيلا له منزلة الأجر المستحق بالعمل كما قال كتب ربكم على نفسه الرحمة وكما قال صلى الله عليه وسلم حاكيا عنه تعالى إني حرمت الظلم على نفسي وهذا كما يقول الإنسان حقك واجب علي وأنا ظالم إن لم أفعل والمقصود في ذلك كله تأكيد الوفاء لا حقيقة الوجوب ولكنه استعار اسم الوجوب والظلم على الترك ويجوز بإطلاقهما عليه ليدل على قوة التأكيد قال هذا بالوعد يصير واجبا لأن تركه إخلاف للوعد وهو نقص.
قلت له النزاع في الوجوب العقلي فبعد الوعد نحن نقول أنه واقع ولابد وأما قبل الوعد فلا وعد فلا خلف فلا نقص فأفحم وسكت وكأنني ألقمته حجرا وقلت له إن هذا الاحتجاج الذي قاله في هذه الآية قاله الزمخشري في قوله تعالى إن الله لا يظلم مثقال ذرة وجوابه ما ذكرناه مع جواب آخر وهو أن الظلم النقص بالمعنى اللغوي لحديث نسمة المؤمن طائر يعلق وفي حديث الشهداء في حواصل طير خضر يمكن أن يقال إن قوله في حواصل طير خضر مثل قولنا جاء جبريل في صورة دحية فيكون المراد أن الأرواح تتشكل طيورا وعبر عنها بالحواصل لأنها محل الغذاء إشارة إلى كمال تنعمها الأكل والشرب قولهم حمل كلام البالغ العاقل على الصحة أولى من حمله على الفساد كلام مجمل يحتاج بيانه إلى نظر.
ومن جملة ما عرض من المباحث في ذلك أنه إذا تعارض اللفظ بين أن يكون إنشاء فاسدا أو إقرارا هل يجعل إقرارا لظاهر هذه القاعدة أولا لأن الإقرار يعتبر فيه اليقين هذا فيه نظر. اهـ.

.قال أبو حيان:

{وأما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فيوفيهم أجورهم} بدأ أولًا بقسم الكفار، لأن ما قبله من ذكر حكمه تعالى بينهم هو على سبيل التهديد والوعيد للكفار، والإخبار بجزائهم، فناسبت البداءة بهم، ولأنهم أقرب في الذكر بقوله: {فوق الذين كفروا} وبكون الكلام مع اليهود الذين كفروا بعيسى وراموا قتله، ثم أتى ثانيًا بذكر المؤمنين، وعلق هناك العذاب على مجرَّد الكفر، وهنا علق توفية الأجر على الإيمان وعمل الصالحات تنبيهًا على درجة الكمال في الإيمان، ودعاء إليها.
والتوفية: دفع الشيء وافيًا من غير نقص، والأجور: ثواب الأعمال، شبهه بالعامل الذي يوفى أجره عند تمام عمله.
وتوفية الأجور هي: قسم المنازل في الجنة بحسب الأعمال على ما رتبها تعالى، وفي الآية قبلها قال: {فأعذبهم} أسند الفعل إلى ضمير المتكلم وحده، وذلك ليطابق قوله: {فأحكم بينكم} وفي هذه الآية قال: فيوفيهم، بالياء على قراءة حفص، ورويس، وذلك على سبيل الالتفات والخروج من ضمير المتكلم إلى ضمير الغيبة للتنوع في الفصاحة.
وقرأ الجمهور: فنوفيهم، بالنون الدالة على المتكلم المعظم شأنه، ولم يأت بالهمزة كما في تلك الآية ليخالف في الأخبار بين النسبة الإسنادية فيما يفعله بالكافر وبالمؤمن، كما خالف في الفعل، ولأن المؤمن العامل للصالحات عظيم عند الله، فناسبه الأخبار عن المجازي بنون العظمة. اهـ.

.من لطائف وفوائد المفسرين:

.من فوائد البقاعي:

قال رحمه الله:
لم يقل: وأما الذين اتبعوك- لئلا يلتبس الحال وإن كان من اتبع النبي الأمي فقد اتبعه في بشارته به والأمر باتباعه بل قال: {وأما الذين آمنوا وعملوا الصالحات} لأن هذه ترجمة الذين اتبعوه حق الاتباع.
ولما كان تمام الاعتناء بالأولياء متضمنًا لغاية القهر للأعداء أبدى في مظهر العظمة قوله تعظيمًا لهم وتحقيرًا لأعدائهم: {فيوفيهم أجورهم} أي نحبهم من غير أن نبخسهم منها شيئًا أو نظلم أحدًا من الفريقين في شيء فإن الله سبحانه وتعالى متعال عن ذلك {والله} الذي له الكمال كله {لا يحب الظالمين} من كانوا، أي لا يفعل معهم فعل المحب، فهو يحبط أعمالهم لبنائها على غير أساس الإيمان، فالآية من الاحتباك، ونظمها على الأصل: فنوفيهم لأنا نحبهم والله يحب المؤمنين، والذين ظلموا نحبط أعمالهم لأنا لا نحبهم والله لا يحب الظالمين؛ فتوفية الأجر أولًا ينفيها ثانيًا، وإثبات الكراهة ثانيًا يثبت ضدها أولًا، وحقيقة الحال أنه أثبت للمؤمنين لازم المحبة المراد منها في حق الله سبحانه وتعالى لأنه أسّر، ولازم المراد من عدمها في الظالمين لأنه أنكأ. اهـ.

.من فوائد الألوسي:

قال رحمه الله:
{وَأَمَّا الذين ءامَنُوا وَعَمِلُواْ الصالحات} بيان لحال القسم الثاني، وبدأ بقسم {الذين كَفَرُواْ} [آل عمران: 56] لأن ذكر ما قبله من حكم الله تعالى بينهم أول ما يتبادر منه في بادئ النظر التهديد فناسب البداءة بهم ولأنهم أقرب في الذكر لقوله تعالى: {فَوْقَ الذين كَفَرُواْ} [آل عمران: 55] ولكون الكلام مع اليهود الذين كفروا بعيسى عليه السلام وهموا بقتله {فَيُوَفّيهِمْ أُجُورَهُمْ} أي فيوفر عليهم ويتمم جزاء أعمالهم القلبية والقالبية ويعطيهم ثواب ذلك وافيًا من غير نقص. وزعم بعضهم أن توفية الأجور هي قسم المنازل في الجنة والظاهر أنها أعم من ذلك وعلق التوفية على الإيمان والعمل الصالح ولم يعلق العذاب بسوى الكفر تنبيها على درجة الكمال في الإيمان ودعاءًا إليها وإيذانًا بعظم قبح الكفر، وقرأ حفص. ورويس عن يعقوب فيوفيهم بياء الغيبة، وزاد رويس ضم الهاء، وقرأ الباقون بالنون جريًا على سنن العظمة والكبرياء، ولعل وجه الالتفات إلى الغيبة على القراءة الأولى الإيذان بأن توفية الأجر مما لا يقتضي لها نصب نفس لأنها من آثار الرحمة الواسعة ولا كذلك العذاب، والموصول في الآيتين مبتدأ خبره ما بعد الفاء، وجوز أن يكون منصوبًا بفعل محذوف يفسره ما ذكر، وموضع المحذوف بعد الصلة كما قال أبو البقاء ولا يجوز أن يقدر قبل الموصول لأن أما لا يليها الفعل.
{والله لاَ يُحِبُّ الظالمين} أي لا يريد تعظيمهم ولا يرحمهم ولا يثني عليهم، أو المراد يبغضهم على ما هو الشائع في مثل هذه العبارة، والجملة تذييل لما قبل مقرر لمضمونه. اهـ.

.التفسير المأثور:

قال السيوطي:
{إِذْ قَالَ الله يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (55) فَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَأُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ (56) وَأَمَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ وَالله لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ (57)}.
أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم من طريق علي عن ابن عباس في قوله: {إني متوفيك} يقول: إني مميتك.
وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن أبي حاتم عن الحسن قال: {متوفيك} من الأرض.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم من وجه آخر عن الحسن في قوله: {إني متوفيك} يعني وفاة المنام رفعه الله في منامه، قال الحسن: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لليهود: «إن عيسى لم يمت وأنه راجع إليكم قبل يوم القيامة».
وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة {إني متوفيك ورافعك إليّ} قال: هذا من المقدم والمؤخر: أي رافعك إليّ ومتوفيك.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن مطر الوراق في الآية قال: {متوفيك} من الدنيا وليس بوفاة موت.
وأخرج ابن جرير بسند صحيح عن كعب قال: لما رأى عيسى قلة من اتبعه وكثرة من كذبه، شكا ذلك إلى الله. فأوحى الله إليه {إني متوفيك ورافعك إليَّ} وإني سأبعثك على الأعور الدجال فتقتله، ثم تعيش بعد ذلك أربعًا وعشرين سنة، ثم أميتك ميتة الحي. قال كعب: وذلك تصديق حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال: «كيف تهلك أمة أنا في أوّلها وعيسى في آخرها؟».
وأخرج إسحاق بن بشر وابن عساكر عن الحسن قال: لم يكن نبي كانت العجائب في زمانه أكثر من عيسى إلى أن رفعه الله، وكان من سبب رفعه أن ملكًا جبارًا يقال له داود بن نوذا، وكان ملك بني إسرائيل هو الذي بعث في طلبه ليقتله، وكان الله أنزل عليه الإنجيل وهو ابن ثلاث عشرة سنة، ورفع وهو ابن أربع وثلاثين سنة من ميلاده. فأوحى الله إليه {إني متوفيك ورافعك إليَّ ومطهرك من الذين كفروا} يعني ومخلصك من اليهود فلا يصلون إلى قتلك.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم من وجه آخر عن الحسن في الآية قال: رفعه الله إليه فهو عنده في السماء.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن وهب قال: توفى الله عيسى ابن مريم ثلاث ساعات من النهار رفعه إليه.
وأخرج ابن عساكر عن وهب قال: أماته الله ثلاثة أيام بعثه ورفعه.
وأخرج الحاكم عن وهب أن الله توفى عيسى سبع ساعات ثم أحياه، وإن مريم حملت به ولها ثلاث عشرة سنة، وأنه رفع ابن ثلاث وثلاثين، وأن أمه بقيت بعد رفعه ست سنين.
وأخرج ابن إسحاق بن بشر وابن عساكر من طريق جوهر عن الضحاك عن ابن عباس في قوله: {إني متوفيك ورافعك} يعني رافعك ثم متوفيك في آخر الزمان.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن جرير في الآية قال: رفعه إياه توفيته.
وأخرج الحاكم عن الحريث بن مخشبي أن عليًا قتل صبيحة إحدى وعشرين من رمضان، فسمعت الحسن بن علي وهو يقول: قتل ليلة أنزل القرآن، وليلة أُسْرِيَ بعيسى، وليلة قُبِضَ موسى.
وأخرج ابن سعد وأحمد في الزهد والحاكم عن سعيد بن المسيب قال: رُفع عيسى ابن ثلاث وثلاثينَ سنة، ومات لها معاذ.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن الحسن في قوله: {ومطهرك من الذين كفروا} قال: طهره من اليهود، والنصارى، والمجوس، ومن كفار قومه.
وأخرج ابن جرير عن محمد بن جعفر بن الزبير {ومطهرك من الذين كفروا} قال: إذ هموا منك بما هموا.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة في قوله: {وجاعل الذين اتبعوك فوق الذين كفروا إلى يوم القيامة} قال: أهل الإسلام الذين اتبعوه على فطرته وملته وسنته، فلا يزالون ظاهرين على ناوأهم إلى يوم القيامة.
وأخرج ابن جرير عن ابن جريج في الآية قال: ناصر من اتبعك على الإسلام على الذين كفروا إلى يوم القيامة.
وأخرج ابن أبي حاتم وابن عساكر عن النعمان بن بشير سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين لا يبالون من خالفهم حتى يأتي أمر الله» قال النعمان: فمن قال إني أقول على رسول الله ما لم يقل فإن تصديق ذلك في كتاب الله تعالى. قال الله تعالى: {وجاعل الذين اتبعوك فوق الذين كفروا إلى يوم القيامة} الآية.
وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن {وجاعل الذين اتبعوك} قال: هم المسلمون ونحن منهم، ونحن فوق الذين كفروا إلى يوم القيامة.
وأخرج ابن عساكر عن معاوية بن أبي سفيان قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إنها لن تبرح عصابة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين على الناس حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك. ثم قرأ بهذه الآية: {يا عيسى إني متوفيك ورافعك إليَّ ومطهرك من الذين كفروا وجاعل الذين اتبعوك فوق الذين كفروا إلى يوم القيامة}».
وأخرج ابن جرير عن ابن زيد في الآية قال: النصارى فوق اليهود إلى يوم القيامة، فليس بلد فيه أحد من النصارى إلا وهو فوق يهود في شرق ولا غرب في البلد كلها مستذلون.
وأخرج ابن المنذر عن الحسن في الآية قال: عيسى مرفوع عند الله ثم ينزل قبل يوم القيامة، فمن صدق عيسى ومحمدًا صلى الله عليه وسلم وكان على دينهما لم يزالوا ظاهرين على من فارقهم إلى يوم القيامة.
وأخرج ابن جرير من طريق علي عن ابن عباس في قوله: {وأما الذين آمنوا وعملوا الصالحات} يقول: أدوا فرائضي {فيوفيهم أجورهم} يقول: فيعطيهم جزاء أعمالهم الصالحة كاملًا لا يبخسون منه شيئاَ ولا ينقصونه. اهـ.

.تفسير الآية رقم (58):

قوله تعالى: {ذَلِكَ نَتْلُوهُ عَلَيْكَ مِنَ الْآَيَاتِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ (58)}

.مناسبة الآية لما قبلها:

قال البقاعي:
ولما أتم سبحانه وتعالى ما أراد من أمر عيسى عليه الصلاة والسلام من ابتداء تكوينه إلى انتهاء رفعه وما كان بعده من أمر أتباعه مشيرًا بذلك إلى ما فيه من بدائع الحكم وخزائن العلوم واللطائف المتنزلة على مقادير الهمم على أتقن وجه وأحكمه وأتمه وأخلصه وأسلمه، وختمه بالتنفير من الظلم، وكان الظلم وضع الشيء في غير موضعه، وكان هذا القرآن العظيم قد حاز من حسن الترتيب ورصانة النظم بوضع كل شيء منه لفظًا ومعنى في محله الأليق به المحل الأعلى، لاسيما هذه الآيات التي أتت بالتفصيل من أمر عيسى عليه الصلاة والسلام، فلم تدع فيه شكًا ولا أبقت شبهة ولا لبسًا، أتبع ما تقدم من تفصيل الآيات البينات قوله منبهًا على عظمة هذه الآيات الشاهدات الآتي بها صلى الله عليه وسلم بأوضح الصدق بإعجازها في نظمها وفي العلم بمضامينها من غير معلم من البشر كما تقدم نحو ذلك في {ذلك من أنباء الغيب نوحيه إليك} [هود: 49] {ذلك} أي النبأ العظيم والأمر الجسيم الذي لم تكن تعلم شيئًا منه ولا علمه من شبان قومك {نتلوه} أي نتابع قصه بما لنا من العظمة {عليك} وأنت أعظم الخلق حال كونه {من الآيات} أي التي لا إشكال فيها، ويجوز أن يكون خبر اسم الإشارة، {والذكر الحكيم} إشارة إلى ذلك لأن الحكمة وضع الشيء في أعدل مواضعه وأتقنها، وأشار بأداة البعد تنبيهًا على علو منزلته ورفيع قدره. اهـ.

.فوائد لغوية وإعرابية:

قال ابن عادل:
قوله: {ذلك نَتْلُوهُ} يجوز أن يكون {ذَلِكَ} مبتدأ، {نَتْلُوهُ} الخبر {مِنَ الآيَاتِ} حال أو خبر بعد خبر.
ويجوز أن يكون {ذَلِكَ} منصوبًا بفعل مقدَّر يفسِّره ما بعده- فالمسألة من باب الاشتغال- و{مِنَ الآيَاتِ} حال، أو خبر مبتدأ مُضمَرٍ أي: هو من الآيات، ولكنّ الأحسن الرفعُ بالابتداء؛ لأنه لا يحوج إلى إضمار، وعندهم زيد ضربته أحسن من زيدًا ضربته، ويجوز أن يكون ذلك خبر مبتدأ مضمر، يعني الأمر ذلك، و{نَتْلُوهُ} على هذا حال من اسم الإشارة، و{مِنَ الآيَاتِ} حال من مفعول {نَتْلُوهُ}.